أهمية الترجمة في الحصول على الوظائف

أهمية الترجمة في الحصول على الوظائف

     مما لا مرية فيه أن الترجمة مازالت ولاتزال تلعب دورا بارزا في النهضة العلمية والتقدم الحضاري،كما أنجزت تقدما ملحوظا في هذا المجال،والدليل على ما قلناه آنفا هو تقدم العرب ودورهم خلال الدولة العباسية في عهد المنصور هارون الرشيد وخلال الدولة العثمانية، حيث ترجمت مئات الكتب ونقلت العلوم والفنون المعلومات الأخرى من اللغات السائدة بين الأقوام والشعوب إلى العربية،حتى صارت مدينة “بغداد” مركزا للعلوم والفنون ومخزنها في العالم،فطفق الناس وعشاق العلم يردون فيها زرافات ووحدانا،رجالا وركبانا وأخذت الرحال تشد إليها صباحا ومساء وبكرة وأصيلا،حتى عبدت طرقها واكتظت دروبها بملتمس العلم والعرفان،وعمرت أقفارها وصحراءها بالعلماء والفقهاء.                                             

    فمهما يكن من الأمر في تلك العصور الغابرة والعصور بعدها، أصبحت الترجمة اليوم فنا مهما ووظيفة هامة،تلعب دورا حيويا في توفير المعلومات الحديثة في المجالات المختلفة علمية كانت أوسياسيىة،مهنية كانت أووظيفية،كما تثري اللغات من حيث التعابير القديمة والجديدة والمصطلحات الحديثة وتزود الثقافات بخير الزاد من الازدهار والحضارات الراقية السامية والقيم الرفيعة والفضائل العظيمة،ونعم! مع بزوغ فجرالعلوم والمعارف أصبحت الترجمة اليوم محل الاعتناء لدى اللأوساط العلمية ولدى السياسيين والاقتصاديين والتجار،حتى نادى مناد:” إن أغلب الأعمال في العالم سياسية كانت أوعلمية،اقتصادية كانت أوتجارية لايمكن إتمامها بدون الترجمة”.                فنظرا إلى أهمية الترجمة هذه،أولا علينا الإلمام بماهيتها وأنواعها وأقسامها وأساليبها المختلفة الرائجة في زماننا هذا. فها هي إليكم التفاصيل الآن.                                                                                 

حد الترجمة:

قد عرفها كثير من الشخصيات النشيطة وذوي الخبرات والحنكة في هذا المجال الوعر،ولكن لكل منهم أساليب مختلفة وطرائق شتى،فذهب بعضهم إلى أن الترجمة ” هي نقل رسالة من لغة إلى لغة أخرى”                

وقال البعض:” هي محاولة نقل رسالة في المصدر إلى رسالة معادلة في اللغة المنقولة إليها”.                                                                      

فالذي بدا لي بقولهم هو نقل المواد والمعلومات المتوفرة في لغة إلى لغة أخرى بطريق الكتابة أوالشفه حيث لا يتخلل في مفهومها ومعانيها الصحيحة،وهذا هو المقصود من الترجمة.                                                             

أنواع الترجمة:

وأما أنواع الترجمة السائدة في المجالات المختلفة من حيث المجموع،فهي تنقسم إلى قسمين:                                                  

                             WRITTEN TRANSLATION(أ) الترجمة الكتابية   :

     ORAL TRANSLATION OR EXPRESSION(ب) الترجمة الشفهوية  :

فالترجمة مع نوعيتها هاتين تضم بين جنباتها كلا من التراجم علمية كانت أوثقافية،أدبية كانت أو سياسية ،ولكن هنا ينبغي لنا الإشارة إلى أن بعض المترجمين قد ذكروا كلا من هذه الأنواع في اللأقسام العديدة.                    

أساليب الترجمة الرائجة في عصرنا:

هنا في عصرنا توجد أشكال متنوعة لدى المترجمين والكتاب والباحثين والموظفين في الشركات والقنصلات والسفارات.أسرد هنا بعضا من أهمها بالإيجاز:

 (أ)الترجمة الحرفية : يتقيد فيها المترجم بنقل الرسالة نقلا حرفيا وحتى رعاية التراكيب والجمل مع معانيها ومفهومها.

 (ب) الترجمة المعنوية : يهتم فيها المترجم بنقل المعنى والمعلومات فقط من النص الأصلي دون أي تقيد بالتراكيب النحوية والصرفية والجمل.             

(ج) الترجمة الحرة : وهي نقل المعلومات من لغة إلى أخرى بشيئ من التصرف في التعابير والتراكيب والجمل مع ذكر المعاني والمفاهيم الأصلية الموجودة في اللغة اللأصلية.                                                      

(د) الترجمة الفكرية : هذا هو من أسلوب الترجمة الذي يقوم فيه المترجم بنقل الفكر من النص الأصلي.                                                          

(ه) الترجمة التفسيرية : يقوم فيه المترجم بتوضيح المعاني الغامضة والصعبة فقط دون الرعاية فيها التراكيب واالجمل والتعابير.                              

(و) الترجمة التحليلية : يقوم فيها المترجم بتحليل الكلمات بالإضافة إلى ترجمة النص.                                                                               

(ز) الترجمة التلخيصية : يلجأ فيها المترجم إلى اختصار وحذف بعض أجزاء النص اللأصلي.                                                                     

   هذا،وبعد ما تعرفنا عن الترجمة ومعانيها وأساليبها بالتفاصيل،حان الوقت الآن أن نعلم ما هي مجالاتها المختلفة وما هودورها في الحصول على الوظائف.                                                                            

 دور الترجمة في الحصول على الوظائف :

    وأما دورها في الحصول على الوظائف فلا تقتصر على مجال واحد بل يتجاوز إلى مجالات لا بأس بها، ويتوسع إطارها من المكاتب القومية والوطنية إلى المكاتب الدولية والعالمية،علمية كانت أو ثقافية،سياسية كانت أواقتصادية،إعلامية كانت أوأنبائية،ندوة كانت أوشركة،سفارة كانت أو قنصلة.                             

   فبهذا الصدد أولا أبدأ بوكالات الأنباء المنتشرة في العالم التي تتبادل فيما بينها الأنباء حيث تباع وتشترى الأنباء من اللغات المختلفة،تحتاج إلى المترجمين البارعين في فنهم والمجدين في أعمالهم وأشغالهم،كما يجلب القائمون بهذه المسؤولية في الوكالات منفعة مادية وراتبا كبيرا شهريا التي توفرها لهم الوكالات والشركات وقد توجد دائما الوظائف شاغرة في هذه الشركات والوكالات.

   وبعد ذلك ضمن هذه المجالات لا يفوتنا ذكر الشركات المتعددة الجنسيات التي تتعامل مع مثلها الشركات والمصانع على مستوى الأسواق الوطنية والدولية،وهذه الشركات أيضا تكون في حاجة ماسة إلى المترجمين القادرين على ترجمة الشيكات والإيداعات واللأوراق المالية والرسائل التجارية حسبما ينال رضاها،كما تحتاج إلى المترجمين القادرين على الشفهية واللفظية عبر الهواتف،وهذه الشركات ليست مغلولة اليدين في توفير التسهيلات والرواتب الشهرية لمؤظفيها ومسؤولها حيث تزودهم بتوفير المساكن والرواتب على اللأقل 50 ألف روبية .                                 

    ومن هذه المجالات أيضا القنصلات والسفارات التي تلعب دورا بارزا وحيويا في توفير الوظائف والمناصب اللأخرى للمترجمين حسب المواهب والقدرات، لأنه لم يعد من الممكن إتمام تعامل البرامج أوالمشاريع أوشؤونها الأخرى مع الدول اللأخرى إلا بالعثور على اللغات المختلفة السائدة في معظم الدول مع لغتها الأم،وهذا لا يقوم به بأحسن الطرق وفي وقت مناسب إلا الماهرون وذوي الخبرات والقدرات في المجال.                                              وفي إطار هذه المجالات المتوفرة للمترجمين ينبغي لي الذكر بعضا من المحاكم والمكاتب الحكومية وخاصة مكاتب الوزارة الخارجية،هذه الوزارة تحتاج إلى مترجم ماهر في مهنته أثناء الدورات والجولات للدول اللأخرى. وأما المحاكم فهي أيضا تحتاج إلى المترجمين حيث ترفع القضايا والمشاكل من مناطق شتى وولايات مختلفة تحتوي الأوراق على اللغات المتنوعة،وأما الندوات والمقابلات التجارية بين التجارة الدولية،فهي أيضا في هذا المجال، حيث يأتي المندوبون من الشركات إلى الدول الأخرى ويتبادلون التجارة،ولكن لا يعرفون على لغتهم،فطبعا المترجم هوالذي يكون وسيطا بينهم يعمل على الأجرة.                                                                              

 هذا غيض من فيض المجالات التي تلعب دورا حيويا في توفير الوظائف للمترجمين مع الرواتب الكبيرة والتسهيلات الأخرى،كما توجد الوظائف فيها شاغرة في كل حين وآن. وهكذا المشروعات الأخرى مثلا ترجمة الكتب والوثائق والمقالات والأوراق الأخرى تقدم إلى المترجمين للترجمة.                                                 

      فعلى هذا الأمر،هذا المجال من حيث المجموع لايؤدي إلى البطالة والمجاعة، وليس من الصحارى التي لا ينبت فيها إلا الأشواك،وليس غريبا لمنتسبيه وليست أياديه مغلولة،بل يزودهم بخير الزاد ويهطل عليهم عطاياه وهباته، فبادروا إلى هذا المجال الغني والعين الصافي الجاري اعترافا من منهله العذب ،وتقاسموا بينهم خيراته وأجوره غير ممنوعة.

Leave a comment